church omelnoor
اهلا بك عزيزى الزائر يرجى التسجيل فى منتدى كنيسة السيدة العذراء لكى تتمكن من المشاركة فى المنتدى وتتمكن من مشاهدة الموضوعات
وشكرااااااااااااااااااااا
ادارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

church omelnoor
اهلا بك عزيزى الزائر يرجى التسجيل فى منتدى كنيسة السيدة العذراء لكى تتمكن من المشاركة فى المنتدى وتتمكن من مشاهدة الموضوعات
وشكرااااااااااااااااااااا
ادارة المنتدى
church omelnoor
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

أكتوبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
28293031   

اليومية اليومية


تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:08 pm

متى حدث إنفصال الطوائف المسيحية؟ وكيف كانت نشأتها؟! ومتى ظهرت في مصر؟!





في القرن الخامس حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية بسبب مجمع خلقيدونيا (عام 451 م)، فأصبحت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية تُعرَف بالكنائس "الأرثوذكسية"، وكنائس الغرب تحت قيادة كنيسة روما وسميت بالكنائس الكاثوليكية. إلى أن جاء القرن الحادي عشر حيث انفصلت كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها عن الكنيسة اللاتينية وأصبحت هي الأخرى تعرف بالكنيسة الأرثوذكسية.



* وفي القرن السادس عشر (سنة 1529) قام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح. اعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين (البروتستانت) Protest. وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرج منها طوائف عديدة جداً!



# ملحوظة هامة: لا تعتبر طوائف الادفنتست السبتيين أو شهود يهوة مسيحيون، لأنهم يؤمنون بأمور خاطئة ضد المسيحية.. بنفس المنطق الذي لا يعتبر البهائيون مسلمون، على الرغم من أن لهذه الديانة جذور من الإسلام!




الأرثوذكسية: كلمة يونانية تعني "الرأي الحق" أو "الرأي المستقيم" وقد بدأت هذه التسمية منذ حوالي 14 قرن واستمرت طوال هذه المدة تحافظ على إيمانها الذي تسلمته من الرب يسوع ورسله القديسين.




الكاثوليكية: كلمة يونانية تعني "عام" أو "عالمي" أو "جامعة" لأنها جمعت كل الكنائس الغربية. وهذه التسمية ظهرت وتبلورت في القرن الحادي عشر.




البروتستانتية: معناها "الاحتجاج" أو "المعارضة" وقد ظهرت في أواخر القرن الخامس عشر.



الأدفنتست السبتيون: قيل أن ظهورهم يرجع إلى عام 1664 حين نادى فريق من المجتهدين في تفسير الكتب المقدسة أسموا أنفسهم السبتيين بحفظ يوم السبت يوماً مقدساً للرب. ولكن بتتبع مطبوعاتهم نجد أن مؤسسها هو "وليم ميللر" في مدينة ماساهوست بأمريكا عام 1831...



شهود يهوة (الرصليون): نسبة إلى تشارلز ت. رسل الأمريكي المولود عام 1852، وكان أبوه تاجراً بروتستانتياً أصيب بحالة من الشك وزعزة إيمانه بتأثير أحد الملحدين وكتابات آريوس الهرطوقي (من القرن الرابع)، وتعاليم الادفنتست فراح ينبأ بزوال العالم في تاريخ حدده..! وصدرت ضده جرائم خلقية ومالية ومات عام 1916م. وقد أسس جمعية تعرف باسم "جمعية برج المراقبة والتوراة والكراريس" وغيرها.. خلفة في رئاسة الجمعية جوزيف ف. رازر فورد القاضي الذي تنبأ بمجيء المسيح عام 1925!



ومن هذا السرد التاريخي ندرك أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية كنيسة مجيدة عريقة حافظت على الإيمان السليم الذي سلمه لها كاروز الديار المصرية مارمرقس الرسول. ولم يحدث لها أي انقسام مثلما حدث للكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية. ويوجد قسم لتاريخ الكنيسة القبطية من القرن الأول





# متى ظهرت هذه الطوائف في مصر؟!



* لقد أتت هذه الطوائف وافدة على مصر من الخارج.



فالكاثوليكية بدأت تدخل مصر مع الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع سنة 1219 م لعلها تأسست بشكل رسمي منذ نحو 204 عام (في تاريخ كتابة هذا الكلام) فقط مع الحملة الفرنسية على مصر.



أما البروتستانتية فقد عرفت طريقها إلى مصر وتأسست بشكل رسمي في أبريل 1860 م في شارع درب الجنينية بالموسكي ثم نقلت إلى حي الأزبكية ومن ذلك يتضح أن البروتستانتية دخلت منذ 144 سنة فقط.




أما عن السبتيين فقد بدأ ظهورهم في مصر عام 1932، وبدأوا يشترون العقارات لتأسيسها كمزرعة ومدرسة وملجأ للأيتام ومدرسة للدراسة بالمراسلة، ثم غادر الأجانب البلاد تاركين الجماعة لمن إستطاعوا إستمالتهم..




[U]
وأخيراً، شهود يهوه، فقد أسسها في مصر عامل ملهى يوناني إسمه بنايوتي أسبيرولو تعاون معه آخرون وإفتتحوا مركزهم الرئيسي في العقار رقم 153 بشارع رمسيس - القاهرة، وغيره.. ثم صدر قرار من وزير الشئون الإجتماعية التنفيذي بحَل جمعيتهم وتحريم نشاطهم لما وضح لمناهضتهم لتعاليم الأديان ونظام الدولة.

dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:09 pm

شهود يهوه
تاريخ بدعتهم


أسس " شهود يهوه " واعظ أمريكي اشتهر في أواخر القرن التاسع عشر اسمه (شارل رسل) . ولد في بنتسبرغ سنة 1853 في عائلة تنتمي إلى الكنيسة المشيخية البروتستانتية . ترك المدرسة في الرابعة عشرة ليساعد والده في متجره.



في ال17 من عمره بدأ يشك بعدة حقائق إيمانية إلى أن حضر اجتماعاً للسبتيين وأعجب بالعظة وعاد يقرأ الكتاب المقدس. فوجد على حد قوله أن لا أساس لوجود جهنم في الكتاب المقدس وان اليوم الأخير قريب وان المسيحيين حرفوا معنى كلمة الله بشرحهم الكتاب وان معظم العقائد المسيحية لا أساس لها.


جمع حوله بعض التلاميذ مع فرقة سبتية وبدئوا يعدون النشرات إلى أن اختلفوا وانفصلوا سنة 1878 . وكان (شارل رسل) قد باع متجره ليتخصص بالتبشير.



سنة 1879 تزوج من (ماريا فرانس أكلي) التي بقيت معه وساهمت في أعماله مدة 18 سنة. وفي السنة نفسها أسس مجلة اسمها " برج المراقبة لصهيون " التي لا تزال تصدر حتى اليوم بعد أن حذفوا منها كلمة صهيون.


وبدأ يصدر نشرات ليبث معتقده ويجند المتطوعين حتى توسع العمل وأسس (شارل رسل) شركة سنة 1884 سجلها في ولاية بنسلفانيا باسم شركة النشر لبرج المراقبة لصهيون.


وكان (شارل رسل) يجوب الولايات المتحدة وكندا مبشراً وسافر أيضا إلى بريطانيا وآسيا الصغرى بعد أن انتشرت منشوراته فيها، فصار يصدر ترجمات بلغات البلاد وينظم المؤتمرات للشهود زاعماً أنها استمرار لتجمعات اليهود بعد توقف دام 2000 سنة بسبب المسيحية.


وكان يستعمل الدعاية في الصحف وينظم حملات التبشير من باب إلى باب التي تقوم حتى اليوم. ادخل في جمعية شهود يهوه شركتين ماليتين للاستثمار، تملك (شارل رسل) بواستطها العقارات والأموال واحتفظ دائماً بأكثرية الأسهم.


الموضوع الأساسي في نشرات (شارل رسل) هو موضوع مجيء المسيح ونهاية العالم. ولما دخل في جماعة التبشير ورأى أن أملهم قد خاب بالتنبؤ بتاريخ نهاية العالم زعم انه اكتشف مع بعض أتباعه أن المسيح سيأتي بشكل غير منظور وانه فعلاً أتى سنة 1874 مبتدئاً مدة أربعين سنة سماها (شارل رسل) فترة الحصاد يجمع فيها المسيح قطيعه بواسطة (شارل رسل) نفسه وينهي زمن الأمم الأشرار ويعود يهوه قائداً شعبه المختار أي اليهود. ينتهي تدمير كل شيء في معركة هرمجدون (رؤيا 16 :14 ) وبها انتصر ملكوت يهوه مع مختاريه الذين جمعهم وذلك سنة 1914 . بعد ذلك تبدأ الألف سنة ، ألف سنة من السعادة للمختارين في السماء وتأتي ارض أخرى بعد فناء الأرض الحالية.


لا يزال شهود يهوه يبشرون بأفكار (شارل رسل) الأخروية ويركزون على موضوعين: تقسيم البشر والحسابات النبوية.


* يقسم (شارل رسل) البشر إلى ثلاث طبقات:
1-القديسون أي تلاميذه. هؤلاء فقط سيعيشون في الفرح السماوي وعددهم 144000. ومن بينهم قلة قليلة تحظى بالطبيعة الإلهية وتؤلف جسد المسيح.
2-الإخوة يخضعون لناموس الملكوت وتكون لهم حياة إنسانية مثالية وعلى رأسهم صديقو العهد القديم.
3-الطبقة الثالثة مؤلفة من ذئاب متخفية بشكل خراف.هؤلاء رفضوا التبشير وسيفنون نهائياً.


تنبأ (شارل رسل) عن سنة 1914 أساس في تعليم شهود يهوه. يعتمد على لوقا 21 : 24 "وتكون أورشليم مدوسه من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم "، وهذا ما لم يقله الرب يسوع في الإنجيل وقد أضافه (شارل رسل) من عنده فحدد الزمن استناداً إلى حسابات وضعها هو:
متى بدأ زمن الأمم؟ كم يدوم؟ فإذا أجاب عن السؤالين وجد تاريخ نهاية العالم.
قال : بدأ زمن الأمم مع احتلال نبوخذ نصر لأورشليم. أرّخ رسل لهذا الحدث سنة 606 لان الرقم ورد في سفر الرؤيا لكن احتلال أورشليم تم فعلاً سنة 586 قبل المسيح ومرة ثانية سنة 597 عند سبي اليهود إلى بابل.


قرأ (شارل رسل) في سفر اللاويين 18: 26 باللغة الإنكليزية " وان كنتم مع ذلك تسمعون لي أزيد على تأديبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم"، فهم سبعة أضعاف لا بمعنى اشتداد العقاب لكن بمعنى العدد أي سبع مرات ويبدأ حساباته للمرات السبع وأدت إلى التنبؤ بنهاية العالم لسنة 1914، ولم يحدث بالطبع .


في حياته الشخصية طلبت زوجته الطلاق بسبب الزنى وحصلت عليه وعلى نفقة من زوجها. أقامت عليه جريدة أمريكية دعوى بتهمة الغش وبيع القمح " العجائبي" ب 60 دولار الكيل. ولما ادعى هو بدوره على الجريدة بالتشهير خسر دعواه. ثم خلف (شارل رسل) في رئاسة الجمعية (جوزف فرانكلين رذرفورد) .


وكان (رذرفورد) محامياً مستشاراً لجمعية برج المراقبة منذ 1907. صار رئيساً للجمعية بعد وفاة (شارل رسل) وتابع النشاط. بعد الحرب سجن مع عدد من رفاقه لأنه رفض التجنيد وحث على مقاومة الدولة. قال أن المسيح تنبأ بخبر سجنه هو عندما قال "يطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون..." لوقا 12 : 21 . عاود النشاط بعد خروجه من السجن: خطابات، مؤتمرات، مطبوعات بالإضافة إلى الإذاعة والاسطوانات الحديثة العهد. نشر له سنة 1917 كتاب " السر المنتهي". وهو شرح لسفر الرؤيا ونشيد الأنشاد وحزقيال وأيضا دراسات كتابية منه ومن سلفه رسل.


من تعاليمه أن للشيطان عملاء أهمهم الدين والسياسة والتجارة و أخطرهم الكنيسة لأنه اعتقد أن يوحنا يشير إليها في الرؤيا عندما يذكر العاهرة. ويظهر من اتهاماته ضد الكنيسة انه يجهل الوقائع والعقائد المسيحية جهلاً تاماً !!!












dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:12 pm

السبب في انعقاد مجمع مسكوني






بعض الهرطقات عاشت في الكنيسة فترة ولكن الظروف لم تتهيأ لعقد مجمع مسكونى لإدانتها رسمياً. فالآباء من هنا وهناك كانوا يردّون على تلك الهرطقات ويدينونها، لكن لم يكن يعقد مجمع إلا إذا بدأت بدعة ما تؤدى إلى انقسام في الكنيسة. فعلى سبيل المثال انعقد المجمع المسكونى الأول ليس لأن بدعة أريوس هي أول هرطقة ظهرت في الكنيسة ولكن لأن الامبراطور قسطنطين، وقد بدأ يؤمن بالمسيحية (ولكنه لم يكن قد تم عماده بعد)، شعر أن أريوس بعد أن حُكم عليه وعلى تعليمه بالحرم بواسطة مجمع الإسكندرية عام 318م برئاسة البابا ألكسندروس (يرجِّح المؤرخ هيفيلى أن مجمع الإسكندرية انعقد عام 320م)[1] ، قد يتسبب في انقسام في الامبراطورية، إذ أنه بعد حرمه ترك الإسكندرية وذهب إلى نيقوميدية (والبلاد الواقعة على الساحل الغربى من البحر المتوسط أى شرق مصر) وهناك بدأ في نشر أفكاره واستطاع أن يؤثر على أسقفين هما يوسابيوس النيقوميدى ويوسابيوس القيصرى.

كان الصراع الأريوسى محتد في الإسكندرية بين أريوس وأتباعه وبين البابا ألكسندروس ومن معه[2]، أما بخروج تأثيره خارج نطاق الإسكندرية فقد كاد أن يتسبب في انقسام الإمبراطورية الرومانية وهذا ما أدى إلى عقد المجمع المسكونى الأول في نيقية. لكن هذه لم تكن أول هرطقة تظهر في الكنيسة.

هناك هرطقات كثيرة لم تعقد بسببها مجامع مسكونية، واكتفت الكنيسة بإدانتها أو أخذ موقف من مبتدعها، ربما فى مجمع مكانى أو بصورة أخرى، وقد تنوعت الصور على مر السنين.

كما أنه حدث في بعض الأحيان أن حرمت الكنيسة البدعة بعد أن يكون صاحبها نفسه قد مات. فربما لم تكن البدعة في أثناء حياته قد بلغت ذروتها، أما بعد أن روَّج لها تلاميذه بعد مماته أكثر مما كان الحال أثناء حياته، صارت تمثل خطورة اضطرت الكنيسة للتصدى لها. . ولذلك أدين مقدونيوس في مجمع القسطنطينية وعزل من كرسيه كبطريرك للقسطنطينية، كما أدينت بدعتين قديمتين سابقتين لزمان انعقاد المجمع وهما هرطقتى سابيليوس وأبوليناريوس. أى أن المجمع قد عُقد أساساً من أجل هرطقة مقدونيوس لكن الآباء انتهزوا الفرصة لتطهير الأذهان من هرطقات أخرى لم تعقد بسببها مجامع. لذلك تم الحكم على سابيليوس وأبوليناريوس وهرطقتيهما.










ا-

مجمع نيقية: 1) ظروف انعقاده



هدأت أمواج الاضطهادات التي لاقتها الكنيسة لمدة ثلاثة قرون بصدور مرسوم التسامح الدينى في عصر الملك قسطنطين 313 م، وهو المسمى "منشور ميلانو" الذي اعترفت فيه الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية ديانة مسموح بها رسمياً. ثم جاءت الحاجة ملحة لعقد مجمع مسكونى بسبب:

أ-حل مشكلات تنظيمية خاصة بالإيبارشيات، ولتحديد موعد موحد لعيد الفصح (عيد القيامة المجيد).

ب- أما السبب المباشر لعقد المجمع فقد كان بدعة أريوس، لأن الإمبراطورية كادت تنقسم بسبب تلك البدعة.

انعقد المجمع المسكونى بأمر الملك قسطنطين خوفاً من الانقسام الحاد الحادث في الامبراطورية بسبب بدعة أريوس. وكان انعقاده سنة 325م في نيقية بعدد 318 أسقفاً، كما ذكر القديس أثناسيوس الذي كان شاهد عيان وأحد أعضاء المجمع في خطاب له[1]. فى البداية كان 16 أسقفاً مؤيدين لأريوس، و22 أسقفاً مؤيدين للبابا ألكسندروس، والباقى لم يكن موقفهم قد تحدد بعد. أما بنهاية المجمع فقد ظل أسقفين فقط مؤيدين لأريوس وهما سيكوندوس وثيئوناس اللذين رفضا التوقيع على إيمان المجمع مع الكهنة الملتصقين بهما، وفى أيام القديس إبيفانيوس كانت توقيعات الـ 318 الحاضرين في نيقية لازالت موجودة.هذا كان بفضل شرح القديس أثناسيوس للإيمان ورده على إفتراءات أريوس، وفي هذا نرى مدى عظمة الدفاع السكندرى في المجمع. ولم يكن الوصول لقرار المجمع بالأمر الهين بل استدعى الأمر مجهوداً رهيباً.

كان البابا ألكسندروس، كما ذكرنا، قد عقد مجمعاً محلياً عام 318 م حرم فيه أريوس وتعاليمه، وجرده من رتبته الكهنوتية. . فغادر أريوس مصر إلى فلسطين وآسيا الصغرى إلى صديقه أوسابيوس أسقف نيقوميديا، حيث بدأ في نشر تعاليمه في صورة مقطوعات شعرية في كتابه المسمى "ثاليا" أى الوليمة Banquet، ولحّن هذه المقطوعات ولقّنها لأتباعه ليعلموها للناس في صورة تراتيل.

انخدع أوسابيوس بضلال أريوس وعقد مجمعين مكانيين سنة 322 م، 323 م تقرر فيهما: إلغاء الحرم الصادر من البابا ألكسندروس (19) ضد أريوس، وكان ذلك سبباً في رجوع أريوس إلى الإسكندرية لينفث سمومه هناك ثانيةً، فطرده البابا ألكسندروس مرة أخرى فعاد إلى حيث كان.

لكن بمساعدة يوسابيوس بلغ الأمر إلى الإمبراطور، الذي قام بإرسال هوسيوس أسقف أسبانيا إلى البابا ألكسندروس، وما أن وقف هوسيوس على حقيقة الأمر حتى أبلغ الإمبراطور واقترح عقد مجمع مسكونى للنظر في هذه الضلالة.







آريوس وهرطقته





بدأ أريوس يعلِّم هرطقته وهو بعد شماس في عهد البابا بطرس خاتم الشهداء البابا السابع عشر من عداد بطاركة الإسكندرية. وقد حاول البابا بطرس إرجاع أريوس عن معتقده الخاطئ، ولما لم يقبل حرمه البابا وحرم تعاليمه الخاطئة، وبالتالى مُنع من ممارسة الشماسية والتعليم.

كان البابا بطرس قد رأى رؤية في أثناء سجنه وإذ السيد المسيح واقف بثوب ممزق فقال له: "من الذي مزّق ثوبك يا سيدى"، قال "أريوس". ففهم البابا بطرس أنه، بناء على إعلان سماوى، حتى لو تظاهر أريوس بالتوبة سوف يكون مخادعاً، وأنه سوف يشق الكنيسة. فاستدعى تلميذيه أرشلاوس (أو أخيلاس) وألكسندروس وحذّرهما من أريوس ومن محاللته مهما تظاهر بالتوبة. وبعد أن نال البابا بطرس إكليل الشهادة وتولى تلميذه أرشلاوس الكرسى حاول أريوس أن يتظاهر بالرجوع عن معتقده الخاطئ بأسلوب ملتوى فخالت على البابا أرشيلاوس حيلة أريوس فحاللـه ورقاه إلى درجة القسيسية بعد أن كان شماساً مكرساً، بعد أن كان محروماً بواسطة البابا بطرس خاتم الشهداء. مما جعل أحد الآباء في كنيستنا يقول أنه من مراحم الله أن أرشلاوس لم يدم على الكرسى سوى ستة أشهر فقط وإلا انتشرت الأريوسية.

وبنياحة البابا أرشلاوس تبوأ زميله البابا ألكسندروس الكرسى السكندرى فصار البطريرك التاسع عشر فى عداد بطاركة الكرازة المرقسية. والبابا ألسكندروس هو الذي بدأ باستخدام عبارة o`moou,sion tou/ Patri, للتعبير عن مساواة الابن للآب في الجوهر، وهي العبارة التي دافع القديس أثناسيوس الرسولى طوال حياته عنها وكتبها في قانون الإيمان.



القديس أثناسيوس لم يخترع شيئاً جديداً بل استلم من معلمه وأستاذه البابا ألكسندروس، الذي استلم بدوره من البابا بطرس خاتم الشهداء "الإيمان المسلم مرة للقديسين" (يه 3). وحينما وقف الشماس أثناسيوس في مجمع نيقية يحاور أريوس كان في وقوفه يشعر بقوة الأبوة التي كان يشمله بها البابا ألكسندروس وبمساندته له.


كانت للبابا ألكسندروس كتابات ضد الأريوسية، وهو أول من عقد مجمعاً بالإسكندرية حضره مائة أسقف للحكم على أريوس وحرمه فيه، وهو يعتبر من كبار اللاهوتيين في تاريخ كنيستنا. . لكن في ذلك الحين أثناء الصراع مع أريوس والرد على الآيات التي كان يستخدمها ويسئ تفسيرها كان الأمر يتطلب محاوراً قوياً مثل أثناسيوس. فكان المعلم والتلميذ معاً في المجمع، وكان التلميذ متفوقاً وبارعاً جداً أمام كل المجمع بدرجة أثارت انتباه العالم المسيحى كله بالرغم من الاضطهادات التي وقعت عليه حتى أنه أخذ لقب "الرسولى" بعد أن صار بطريركاً.



جمع القديس أثناسيوس بين أمرين الأول هو أنه استلم الإيمان، والثانى أنه كان محاوراً قوياً قوى الحجة، وقدَّم إيمان أسلافه من البطاركة خاصة البابا ألكسندروس بصورة قوية جداً، بل ومقنعة جداً. فوقعت كلمات أثناسيوس القوية وحجته الدامغة وقع المطرقة على أريوس ومؤيديه. وسجد الجميع شاكرين لله على استخدام هذا الشاب الصغير، كما حيّاه الإمبراطور قائلاً: أنت بطل كنيسة الله.

ليتكم تقرأون كتابات البابا ألسكندروس فسوف تجدون أنه نفس التعليم الذي علّم به القديس أثناسيوس لكن مع توسع كبير عند القديس اثناسيوس لأنه رد باستفاضة على الفهم الخاطىء للآيات التي استخدمها أريوس.

ويضاف إلى ذلك أن القديس أثناسيوس احتمل آلاماً كثيرة جداً من تشرد ونفى. وفي أثناء نفيه كان يبشر بالمسيحية في أوروبا واجتذب إلى الإيمان المسيحى العديد من القبائل الوثنية، ولكنه لم يحاول أن يضمهم إلى إيبارشيته أى إلى كنيسة الإسكندرية.بشر البابا أثناسيوس في أوروبا ولم يطلب من كل من ولدوا في الإيمان على يديه أن يتبعوا كرسى الإسكندرية، ولم يعمل لنفسه إيبارشية داخل الكرسى الرومانى.

كان كرسى روما والإسكندرية في ذلك الوقت متحدان في الإيمان إلى حد كبير على الرغم من مرور فترات ضعف على الكنيسة في العالم كله، في مرحلة محدودة، ظل فيها أثناسيوس وحده متمسكاً بالإيمان الصحيح. مر وقت كاد فيه العالم كله تقريباً أن يصير أريوسياً لولا أثناسيوس. ففى وقت من الأوقات عزل الإمبراطور البابا الرومانى وعين آخر مكانه ليوقع على قانون الإيمان الأريوسى، ولما عاد البابا من سجنه إلى كرسيه وقّع على قانون الإيمان الأريوسى الذي كان قد رفض التوقيع عليه من قبل. هذه هي المرحلة التى لم يبقى فيها سوى أثناسيوس وأساقفته في مصر وحدهم هم المتمسكون بالإيمان الصحيح. لذلك ليس غريباً أن يقول اشعياء النبى: "مبارك شعبى مصر" (أش19: 25). لكن في أوقات أخرى كثيرة ساند كرسى روما البابا السكندرى، مثل الباباوات معاصرى البابا أثناسيوس الذين ساندوه.

انهارت المسيحية في العالم كله وخضعت أمام الطغيان الأريوسى ولم يبقى سوى كرسى الإسكندرية ممثلاً في البابا السكندرى المنفى وأساقفته المصريين. ونحن علينا أن نقتفى آثار خطوات آبائنا.

على عكس ذلك يمارس باباوات روما اجتذاب بعض النفوس في مصر إلى إيمانهم الخاطىء ويسمونهم أقباط كاثوليك، يضموهم إلى كرسى روما. والبعض يقيم عذراً لبابا روما ويقول كما إننا نرعى أقباطاً فى المهجر، لكننا نجيب بأن هذا الوضع يختلف.. هؤلاء مصريون سافروا ومستمرين على إيمانهم ونحن نرعاهم هناك.









أفكار آريوس الهرطوقية والرد على بعضها



[U][CENTER]

أنكر أريوس ألوهية السيد المسيح متأثراً ببعض الفلسفات اليونانية القديمة مثل الأفلاطونية (Platonism). فاعتبر أن اللوغوس إله، ولكنه إله مخلوق وليس من جوهر الآب. وإنه كائن وسيط بين الله الإله الحقيقى (الآب) وبين العالم المخلوق لأنه لا يليق أن يتصل الله بالخليقة، وأنه أسمى من أن تكون له علاقة مباشرة بالخليقة. فكيف يخلق الله العالم أو المادة وهو منزه عن هذا؟ لذلك استخدم اللوغوس –وهو كائن أقل وأدنى من الله- كأداة لخلق العالم. وبهذا فلسف عبارة "كل شيء به كان" (يو1: 3). وقال أن هذا الكائن الوسيط والأدنى لا يمكن أن يكون مساو لله في الجوهر والأزلية.

كما فلسف أريوس عبارة "الذى هو قبل كل شئ" (كو1 : 17) فقال أن عبارة "كل شئ" لا تشمل اللوغوس ولكن المقصود بها كل الأشياء الأخرى، لأن الزمن في اعتقاده بدأ مع الخليقة.


وللرد نقول
إنه في نفس الرسالة يقول معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح أنه "بكر كل خليقة" (كو1 : 15)، وبالرجوع إلى أقوى المراجع اللغوية للغة اليونانية إتضح ما يلى:

إن ترجمة كلمة prwtotokoV التى ترجمت في الترجمة العربية البيروتية "بكر" في عبارة "بكر كل خليقة =prwtotokoV pashV ktisewV" هى ترجمة غير دقيقة. لأن كلمة prwtotokoV كلمة مركبة من كلمتين هما: الفعل ti,ktw بمعنى "يلد" و prwtoV. وأما prwtoV فهى صيغة مبالغة التفضيل من pro] التى تعنى "قبل-سابق-متفوق" من حيث الزمان والمكان والمنزلة والترتيب والأهمية . وبالتالى يصير معنى العبارة المعنية:

existing before all creation - superior to all creation - preeminent over all creation [3] بمعنى "كائن قبل كل الخليقة" أو "متفوق على (أعلى/ أسمى من) كل الخليقة" أو "متميز بتفوق على كل الخليقة". وهذا المعنى هو المعنى الذي أجمعت عليه الكنيسة الجامعة والكتب المقدسة وأقوال الآباء.

وفى سفر الرؤيا وردت في الترجمة البيروتية عبارة "بداءة خليقة الله" (رؤ3: 14) وصحتها أول مسبب للخليقة أو مصدر الخليقة أو الذي يسود على كل الخليقة لأن كلمة آرشى arch تعنى "أصل-رأس-مسبب-الذى به يبدأ شيء في الوجود" ولها معانى أخرى: "سيادة - سلطة - سطوة - ملكية تامة".. أما في الكناية عن أشخاص فلا تدل على زمن بل على أسبقية وسيادة وتفوق وهو المعنى الوارد في هذه الآية، بذلك تكون الترجمة الصحيحة لها "أصل أو مسبب كل خليقة". وبالنظر إلى (كو1: 15) و (كو1: 17) فإن المعنى المناسب هو "أصل خليقة الله". أحياناً يكون الأصل هو بداية الشئ مثل منابع النيل مثلاً، فإنه يمكننا أن نقول أن منابع النيل هي أصله.

واعتبر أريوس أن الابن هو أول المخلوقات، وإنه قابل للتغيير وقابل للخطية كسائر المخلوقات. وقال طالما أن الابن مولود (باليونانى genhtoV جينيتوس)، والآب هو الوحيد الغير المولود (باليونانى agenhtoV آجينيتوس)؛ فيكون الآب وحده هو الإله لأنه يتفوق على الابن بسبب أن الابن مولود والآب غير مولود. وحيث إن الابن مولود، إذن هناك بداية لوجوده، وبالتالى كان هناك وقت لم يكن فيه موجوداً. ويتبع ذلك أن الابن بدايته من لا شئ.

ونادى أريوس بأن الله لم يكن دائماً آب، بل مر وقت لم يكن فيه أباً. وأن اللوغوس غريب عن الجوهر الإلهى وليس منه. وهو لا يعرف الله تماماً بل لا يعرف طبيعته تمام المعرفة. وأنه خُلق لأجلنا لكى يخلقنا الله بواسطته كأداة. ولم يكن له وجود إلا بدعوة الله له للوجود من أجل محبته لنا.

كما أنكر ألوهية الروح القدس، وبذلك يكون قد أنكر الثالوث القدوس. وفي ذلك تبع نظرية التدنى subordination التى نادى بها أوريجانوس.

استخدم أريوس تفسيرات خاطئة لكثير من آيات الكتاب المقدس التي وردت أغلبها لكى تشير إلى حقيقة إنسانية السيد المسيح وعمله الفدائى لخلاص البشرية. وقد أراد السيد المسيح في بعضها أن يثبت أنه لا يعمل مستقلاً عن الآب.

وقول السيد المسيح عن نفسه "الحى وكنت ميتاً" (رؤ1: 18)،
يقول أريوس إنه من غير الممكن أن يقول الله ذلك عن نفسه. ويستشهد بقول معلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس عن الآب "المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يدنى منه" (1تى6: 15-16). فالآب هو الوحيد وحده الذي له عدم الموت. فكيف يقول المسيح عن نفسه "الحى وكنت ميتاً" ويكون هو الله؟

وللرد على ذلك نقول
إنه عندما مات السيد المسيح، مات بحسب الجسد، وحتى روحه الإنسانى لم يمت. فيقول معلمنا بطرس في رسالته الأولى عن السيد المسيح "مماتاً في الجسد ولكن محييً في الروح، الذى فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1بط3: 18-19). "الذى ذهب" هو اللوغوس، وطالما ذهب اللوغوس فهو لم يمت بحسب لاهوته وحتى الروح الإنسانى أيضاً لم يمت، لأنه وهو متحد باللاهوت ذهب إلى الجحيم من قِبل الصليب.

استخدم أريوس الآيات التي تشير إلى إنسانية السيد المسيح وطبقها على ألوهيته، هنا تكمن الخطورة! وبنفس الطريقة استخدم أريوس آية "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السموات إلا أبى وحده" (مت24: 36) وغيرها، وطبقها على لاهوت السيد المسيح.


وقد قام القديس أثناسيوس بالرد على الآيات التي استخدمها الأريوسيون في رسائله الأربعة Contra Arianos ضد الأريوسيينFour Discourses Against the Arians
المنشورة فى مجموعة نيقية وما بعد نيقية Nicene & Post Nicene Fathers، إلى جوار كتاب "تجسد الكلمة" الذي كتبه أثناسيوس وهو شماس قبل أن يدخل في الصراع ضد الأريوسية.

لم يكن أريوس وحده هو الذي نادى بهذه الأفكار بل إن إفنوميوس الأريوسى أيضاً تبناها، وقد رد عليه القديس أغريغوريوس النيزينزى الثيؤلوغوس الناطق بالإلهيات في العظات الخمس التي تسمىFive Theological Orations التى دافع فيها عن الثالوث القدوس. وهى من أجمل وأقوى كتابات القديس غريغوريوس الثيئولوغوس، بل من أقوى ما قاله الآباء القديسون في شرح عقيدة الثالوث. وهي تبدو صعبة لأول وهلة، ولكن السبب في ذلك هو صعوبة الصراع ضد الهراطقة، ومنهم أريوس، الذين يستخدمون أدلة فلسفية ماكرة تحتاج رد قوى يفحم هذا الدليل المبتدع.

فالصراع كان أحياناً في الإسكندرية بين البابا ألكسندروس وأريوس، وأحيانا في القسطنطينية بين القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات وتلاميذ أريوس مثل إفنوميوس.

dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:13 pm



الرد على المفاضلة بين مولود وغير مولود







يقول الأريوسيون أن الآب متفوق على الابن (وأيضاً على الروح القدس لأن الروح القدس منبثق، أما الآب فغير منبثق. فما يقولونه عن الولادة فيما يخص الابن يقولونه عن الانبثاق فيما يخص الروح القدس) لكن التركيز كان على الابن عند أريوس. فيقول أريوس أن الابن لا يمكن أن يكون مساوى للآب في الجوهر لأن الآب جوهره غير مولود والابن جوهره مولود.

وهنا نجد خدعة مستترة وهي أن الولادة وعدم الولادة ليست صفة من صفات الجوهر، لكنها صفة أقنومية. فخلط أريوس ما بين الخاصية الأقنومية وبين صفات الجوهر، وحوّل الصفة الأقنومية إلى صفة من صفات الجوهر الإلهى وبذلك فصل جوهر الابن عن جوهر الآب، واعتبر أن الآب كائن كينونة لا تعتمد على آخر Independent existence بينما الابن كينونته متوقفة على الآب. أى أنه اعتبر أن كينونة الابن كينونة من نوع آخر. أما كينونة الآب فنابعة منه وهو يملكها، وكما يقول علماء اللاهوت أنه يملك في ذاته علة وجوده. أما بحسب رأى أريوس فإن الابن لا يملك في ذاته علة وجوده، لأن وجوده نابع من الآب ومعتمد على الآب. وبذلك وضع أريوس جوهرين:





1- جوهر يملك في ذاته علة وجوده.

2- جوهر لا يملك فى ذاته علة وجوده وهو حادث أو مخلوق أو له سبب ويعتبر نتيجة وبذلك لا يمكن أن يكون هذان الجوهران متساويين.

وللرد على ذلك نقول
إن الولادة وعدم الولادة ليست صفة جوهرية، إنما هي صفة أقنومية.

الأبوة: خاصية أقنومية ينفرد بها الآب في الثالوث.

البنوة (بمعنى أنه مولود أى المولودية): خاصية أقنومية ينفرد بها الابن في الثالوث.

الانبثاق من الآب: خاصية أقنومية ينفرد بها الروح القدس في الثالوث.


المشكلة التي يثيرها الأريوسيون هى أن الابن يستمد كينونته من الآب بالولادة الأزلية قبل كل الدهور. ويقول الأريوسيون إن مجرد الولادة في حد ذاتها تعنى تفوق الآب على الابن، لأن الابن يستمد جوهره ووجوده من الآب. إذن الآب هنا متفوق باعتباره الأصل.

وللرد على ذلك نقول:
هل كون الآب هو وحده الذي لا يستمد وجوده من أقنوم آخر يعنى إنه يتفوق في الجوهر على الابن وأيضاً على الروح القدس؟ ببساطة شديدة إذا كان الابن يستمد كينونته وجوهره بالولادة من الآب قبل كل الدهور، فإن الآب لا يمكن أن يكون هو الإله الحقيقى بدون الابن وبدون الروح القدس.

مثال لذلك نقول: هل يجوز أن يسأل أحد إن كان الحكيم أعظم من الحكمة أم لا؟ فالسؤال في حد ذاته هو سؤال خطأ، لأن الحكيم لا يحسب حكيماً بدون الحكمة النابعة منه. ومع إنه هو أصل الحكمة أو هو ينبوع الحكمة، إلا أن الحكمة هي من صميم طبيعته وجوهره. فالفرق بين الحكمة والحكيم ليس في جوهر الحكمة، ولكن الفرق هو فى؛ من هو الينبوع؟ ومن هو التيار؟

هكذا تتمايز الأقانيم الثلاثة فيما بينها في الخواص الأقنومية :

فالآب : هو الأصل والينبوع.

والابن : هو المولود من الآب.

والروح القدس : هو المنبثق من الآب.




وقد استخدم القديس أثناسيوس تشبيه الينبوع والتيار في وصف العلاقة بين الآب والابن. فقال الينبوع والتيار هما نفس الماء الواحد (مياه واحدة). الينبوع هو والد والتيار هو مولود. ولكن ينبوع الماء لا يلد تياراً من الزيت أو الزئبق أو أى سائل آخر. وبهذا لا نرى اختلافاً في الجوهر بين الينبوع والتيار. فلا يمكن لينبوع ماء حلو أن ينتج تياراً من ماء مر أو ماء مالح. وقد تكلم القديس يعقوب الرسول عن هذه النقطة فقال: "ألعل ينبوعاً ينبع من نفس عين واحدة العذب والمر. هل تقدر يا إخوتى تينة أن تصنع زيتوناً أو كرمة تيناً ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحاً وعذباً" (يع3: 11-12).

قال القديس أثناسيوس: [ولكن كما أن النهر الخارج من الينبوع لا ينفصل عنه، وبالرغم من ذلك فإن هناك بالفعل شيئين مرئيين واسمين. لأن الآب ليس هو الابن، كما أن الابن ليس هو الآب، فالآب هو أب الابن، والابن هو ابن الآب. وكما أن الينبوع ليس هو النهر، والنهر ليس هو الينبوع، ولكن لكليهما نفس الماء الواحد الذي يسرى في مجرى من الينبوع إلى النهر، وهكذا فإن لاهوت الآب ينتقل في الابن بلا تدفق أو انقسام. لأن السيد المسيح يقول "خرجت من الآب" وأتيتُ من عند الآب. ولكنه دائماً أبداً مع الآب، وهو في حضن الآب. وحضن الآب لا يَخْلُ أبداً من الإبن بحسب ألوهيته.][1]. لأن القديس يوحنا الإنجيلى يقول "الله لم يره أحد قط، وحيد الجنس الإله الذي هو فى حضن الآب، هو خبّر" (يو1: 18). فحضن الآب لا يخلو أبداً من الابن حتى حينما تجسد عندما أرسله الآب إلى العالم وقال "خرجت من عند الآب" (يو16: 28).






والقديس أثناسيوس الرسولى يشير إلى أن الآب هو ينبوع الحكمة وينبوع الحياة. وأن الابن هو الحكمة وهو الحياة. وإليك نص ما قاله في ذلك: [ إن كان يقال عن الله أنه ينبوع حكمة وحياة كما جاء فى سفر أرمياء "تركونى أنا ينبوع المياه الحية" (أر2: 13) وأيضاً "كرسى مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مقدسنا. أيها الرب رجاء إسرائيل كل الذين يتركونك يخزون. والحائدون عنى في التراب يُكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" (أر17: 12، 13). وقد كتب في باروخ "إنك قد هجرت ينبوع الحكمة" (باروخ3: 12) وهذا يتضمن أن الحياة والحكمة لم يكونا غريبين عن جوهر الينبوع بل هما خاصة له (خواص له)، ولم يكونا أبداً غير موجودين، بل كانا دائماً موجودين. والآن فإن الابن هو كل هذه الأشياء وهو الذي يقول "أنا هو.. الحياة" (يو14: 6)..[2] كيف إذاً لا يكون كافراً من يقول "كان وقت ما عندما لم يكن الابن فيه موجوداً لأن هذا مثل الذي يقول تماماً كان هناك وقت كان فيه الينبوع جافاً خالياً من الحياة والحكمة. ولكن مثل هذا الينبوع لا يكون ينبوعاً، لأن الذى لا يلد من ذاته (أى من نبعه الخاص) لا يكون ينبوعاً.] (المقالة الأولى ضد الأريوسية، فصل 6 : 19).

الينبوع إذا لم يلد لا يكون ينبوعاً فإذا ألغينا الابن فإننا نلغى الآب. "لأن الذي لا يلد من ذاته (أى من نبعه الخاص) لا يكون ينبوعاً" كما قال القديس أثناسيوس. ظن أريوس أن الآب متفوق لأنه هو وحده الذي يلد، لكن هل هناك آب بدون ابن؟

وفى دفاع القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات عن ألوهية الابن في مقالاته اللاهوتية الخمسة التي قالها رداً على إفنوميوس الأريوسى قال [ وتسألنى (يسخر منه) متى ولد الابن (متى خلق)؟ فأقول لك لقد ولد الابن حينما لم يكن الآب مولود ] . وهو بذلك يريد أن يحرج الأريوسيين بأنهم ينكرون أبوة الآب الأزلية حينما ينكرون أزلية الابن. لأن القديس غرغوريوس قال إن الأبوة بالنسبة للآب لا يمكن أن تكون صفة حادثة أو مكتسبة. ولم يحدث إطلاقاً أن الآب لم يكن آباً لكى ننكر ميلاداً للابن منه بلا بداية وقبل كل الدهور وبالطبيعة وليس بالإرادة. أى أن الابن مولود ولادة طبيعية من الآب، فلم يحدث أن الآب كان كائناً ثم فكّر في زمن ما لماذا لا يكون آب، فولد الابن.

ومثال ذلك نقول: إن العقل بغير الفكر لا يحسب عقلاً على الإطلاق. فإذا كان العقل ليس له بداية، فالفكر ليس له بداية. ومع أن العقل والد والفكر مولود، ومع أن العقل هو أصل الفكر، إلا أن العقل لا يسبق الفكر في الوجود. وكما قلنا سابقاً إن الحكيم لا يحسب حكيماً بغير الحكمة. ولا توجد قوة في الوجود تستطيع أن تسلخ الحكمة من الحكيم. فإذا كان الحكيم يعطى للحكمة وجودها، فإن الحكمة تعطى للحكيم قيمته وحقيقة طبيعته. لأنه إذا فقدها يفقد قيمته ويفقد كنهه؛ وصفة جوهره.

إن اللهب لا يحسب ناراً بغير حرارة نابعة منه. فإذا فقد اللهب الحرارة، لا يُدعى ناراً على الإطلاق. فما المفاضلة إذاً؟

إذا كان اللهب هو أصل الحرارة، فإنه يُحسب ناراً بحرارته، فإذا فقدها يفقد كنهه ويفقد قيمته. فكيف يسأل سائل أيهما أعظم اللهب أم الحرارة النابعة منه؟! لا يوجد لهب بدون حرارة، ولا توجد حرارة بدون لهب أى مصدر لها.

وختاماً لهذه القضية نقول إن الفرق بين الآب والابن ليس هو في الجوهر ولا في الكينونة ولا في الوجود، بل هو فقط في حالة الوجود. فهل يختلف جوهرك أنت إذا كنت جالساً على كرسى في حجرة أو كنت في قطار مسرع؟ إن الفرق هو في حالة الوجود وليس في الوجود.

كل والد يلد مولود من نفس جوهره وطبيعته. لكن في حالة أى كائن فإن المولود يكون كائن مستقل ويحدث انفصال رغم أن الوالد يلد كائن مساوى له في الجوهر. أما في الثالوث فإن الولادة خارج الزمن، فليس هناك بداية وليس هناك سابق ومسبوق. هي مثل ولادة الفكر من العقل. فبما أن الآب هو ينبوع الحكمة والابن هو الحكمة؛ إذن لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. لا يوجد إنفصال في الثالوث بل الولادة هي مثل ولادة التيار من الينبوع، والعقل من الفكر، والشعاع من النور.

فى حواره مع إفنوميوس شرح القديس غريغوريوس الثئولوغوس ما يلى: كيف تدَّعى أن صفات الأبوة والبنوة تُغيّر الجوهر ما بين الآب والابن؟ هل يمكن أن يلد الإنسان غزالاً أو قرداً؟! إن الوالد يلد كائن مساوى له في الجوهر. فالأبوة خاصية تتعلق بالأقنوم ولا تتعلق بالجوهر. لأنها خاصية أقنومية، وليست من خواص الجوهر.

dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:15 pm



مجمع نيقية: (مساوي في الجوهر أم واحد في الجوهر)









نعود إلى شرح هذه النقطة، وسوف نستخدم لذلك التشبيه التالى:


إذا كان لدينا مثلث من معدن الذهب، إذا كان معدن المثلث هو الذهب فإن رؤوسه الثلاثة تكون من الذهب أيضاً. أى أن الذهب واحد، وهذا هو الجوهر. أ هو ذهب / ب هو ذهب / ج هو ذهب. والذهب الذى يخص أ يساوى الذهب الذي يخص ب و ج، ومع ذلك فإن هناك ذهب واحد وليس أكثر. وبهذا يكون أ واحد مع ب في الجوهر وأيضاً مساوى له في الجوهر.

"واحد في الجوهر" لأن الجوهر غير منقسم، و"مساوى" لأن نصيبه من الذهب ليس أقل. لكن إذا قمنا بلصق جرام ذهب مع كيلو من الذهب يكون الاثنين واحد في الجوهر لكنهما غير متساويين. لذلك فإن عبارة واحد مع الآب في الجوهر غير كافية خاصة إنها لا تعطى انطباعاً بأن هناك أقنوم يسمى الآب وآخر يسمى الابن. وكان القديس أثناسيوس يحتاط من هرطقة سابيليوس الذي كان يؤمن بالأقنوم الواحد.

قال سابيليوس أن الله لما خلقنا كان يسمى الآب ولما خلّصنا كان يسمى الابن ولما قدّسنا كان يسمى الروح القدس. وأن الآب هو الابن هو الروح القدس، أقنوم واحد بثلاثة أسماء. وبهذا فقد مفهوم الثالوث، فهو آمن بالتجسد والفداء لكنه لم يؤمن بحقيقة أن الابن هو ابن وأن الآب هو آب، أى ألغى حقيقة الابن واعتبره مجرد اسم وليس حقيقة.

هل في التشبيه السابق نستطيع أن نقول أن أ هو ب؟ بالطبع لا، لأن أ إذا انطبق على ب يصير المثلث خط مستقيم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإذا انطبقت النقط أ، ب، ج سيتحول المثلث إلى نقطة مساحتها صفر وبهذا يؤول الذهب إلى صفر، أى ينعدم الجوهر وينعدم التمايز. هكذا إذا طبقنا نفس الأمر على الثالوث:

وحدانية الجوهر وتمايز الأقانيم

الآب : هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم.

الابن : هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم.

الروح القدس: هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم.




الله له جوهر واحد في ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر.


تشترك الأقانيم معاً في جميع خواص الجوهر الإلهى الواحد وتتمايز فيما بينها بالخواص الأقنومية.



الآب: هو الأصل أو الينبوع في الثالوث وهو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين.


الابن: هو مولود من الآب ولكن ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه كلمة الله.

الروح القدس: ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة، بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله.


من الخطورة أن نعتبر أن الأقانيم هى مجرد صفات لله وكأن الجوهر يخص الآب وحده، وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو ننفى كينونتهما، ويتحولان إلى صفات لأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب وهذه هي هرطقة سابيليوس.



dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:16 pm



مجمع نيقية:
( مفتاح المسيحية هو أن "الله محبة")








"الله محبة" (1يو4: 8، 16).
من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم والملائكة والبشر؟ إذا أحب الله الآب نفسه، يكون أنانياً ego-centric؛ وحاشا لله أن يكون هكذا. إذن لابد من وجود محبوب، كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصلب "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). وبوجود الابن يمكن أن نصف الله بالحب أزلياً وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة لله. فالأبوة والحب متلازمان، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن.

ولكن الحب لا يصير كاملاً إلا بوجود الأقنوم الثالث
. لأن الحب نحو الأنا، هو أنانية وليس حباً. والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه (المنحصر في آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للاحتواء exclusive love بمعنى إنه حب ناقص. ولكن الحب المثالى هو الذي يتجه نحو الآخر وإلى كل من هو آخر inclusive love.وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة.




وإذا وجدت الخليقة في أى وقت وفي أى مكان فهى تدخل في نطاق هذا الحب اللانهائى لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب الكامل يتجه أيضاً نحو الخليقة حيثما وحينما توجد. كما قال السيد المسيح للآب "ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26). إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب في الوجود كله.

لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول أن أى شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أى شيء يزيد بلا داعى يعتبر ضد كماله الإلهى.

إن مساحة هذا المثلث ما لا نهاية، أى أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب فما الداعى لنقطة رابعة أو خامسة.


إذا كان المثلث نقطة أو مستقيم تكون مساحته صفر كما قلنا، حتى إذا كان طوله ما لا نهاية، لكن حين صار مثلثاً صارت له مساحة. . فإن كانت المساحة ما لا نهاية فإنها تشمل كل الخليقة، فلا يحتاج الأمر إلى مربع أو مسدس. يكفى لكى تكون هناك مساحة أن يكون مثلث.


مثال توضيحى:

إذا اشتريت خط مستقيم من القاهرة إلى بنها ولكن ليس له عرض فأنت لم تشترى أرض على الإطلاق. لكنك تعتبر نفسك اشتريت مساحة أرض فقط إذا كان لها طول وعرض. فالخط إذا كان عرضه صفر حتى وإن كان طوله ما لا نهاية فهو يؤول إلى صفر.













dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:17 pm


مجمع نيقية( تأثير تعاليم أوريجانوس فيما يخص البدع الخاصة بالروح القدس)






مهّد تعليم أوريجانوس عن الابن والروح القدس لثلاث بدع هى: بدعة أريوس، وبدعة إنكار ألوهية الروح القدس، وأيضاً بدعة انبثاق الروح القدس من الابن.



يضع أوريجانوس الروح القدس في درجة أقل من الابن، لا بالنسبة للكرامة بل بالنسبة للأصل، فهو يقرر أن الابن وحده هو من الآب فقط، ولكن الروح القدس هو من الآب بواسطة الابن، وهنا تظهر بداية بدعة الكاثوليك في انبثاق الروح القدس من الآب والابن.




وفى شرحه لعبارة "كل شىء به كان" (يو 1: 2) في بداية انجيل يوحنا
تساءل أوريجانوس قائلاً: "والآن، كما رأينا، فإن كل الأشياء عملت من خلاله (اللوغوس). وهنا يجب أن نتساءل إن كان الروح القدس أيضاً قد عُمل من خلاله. يبدو لى أن هؤلاء الذين يتمسكون بأن الروح القدس مخلوق، والذين يقبلون أن "كل شيء به كان"
لابد أنهم يفترضون أن الروح القدس عمل من خلال الكلمة، لكون اللوغوس بالتالى أكبر منه. وهذا الذي يخشى السماح للروح القدس بأن يكون قد عُمل من خلال المسيح، يجب عليه إن كان يقبل الحق الذي ورد في آيات الإنجيل، أن يفترض أن الروح القدس غير مخلوق. هناك مصدر ثالث بالإضافة إلى هذين الاثنين (الذى يفترض أن الروح القدس عُمل من خلال الكلمة، ويعتبره غير مخلوق)، وبالتحديد لتأكيد على أن الروح القدس ليس له جوهر مستقل به فيما وراء الآب والابن...

[لكن] هناك ثلاث أقانيم الآب والابن والروح القدس؛ وفي نفس الوقت لا نؤمن بأن هناك ما هو غير مخلوق سوى الآب.
لذلك بما إننا أكثر وقار وأصدق في سبيلنا، فإننا نقبل أن كل الأشياء عُملت بالكلمة، وأن الروح القدس أكثر سمواً من كل الخليقة، والأول من حيث الترتيب بالنسبة لكل ما عمله الآب من خلال المسيح. وقد يكون هذا هو السبب في أنه لا يقال أن الروح القدس هو ابن الله الخاص".[1]

وهكذا مهد أوريجانوس لإنكار أريوس ومن بعده مقدونيوس للاهوت الروح القدس. وقد وقع ثيئوغنسطس في نفس الخطأ باعتماده على تعاليم أوريجانوس.







dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول  Empty رد: تاريخ الكنيسة@@@(سلسلة الكنيسة على مر العصور@@@@@ الجزء الاول

مُساهمة  dr.remon yousef السبت مايو 28, 2011 5:18 pm



مجمع نقية والرد على
تعبيرات الأريوسيين عن الروح القدس









"نحن نؤمن بالروح القدس، الباراقليط، روح الحق، الموعود به من الأنبياء ومن الرب، وأرسل إلى الرسل ليعلمهم كل شىء وليعزى ويقدس ويكمل المؤمنين. والابن هو الذى منح الروح القدس للكنيسة بحسب إرادة الله.
لذلك نحن نحرم كل من يقول أن الروح القدس هو إله غير مخلوق، ونحرم كل من يخلط بين شخص الروح القدس وشخص الابن أو يقول أنه من الآب، أو يقول إنه من الابن الذي –الروح القدس– هو به (وليس منه)، أى أرسل به إلى العالم. ونحن نرفض الاصطلاح غير الكتابى "جوهر واحد" للآب والابن والروح القدس".


وقد كتبت هذه التعاريف في الفترة ما بين مجمع نيقية سنة 325م وبين سنة360م. فتمكن كل من الأريوسيين وأيضاً اليوسابيين من شرح وجهة نظرهم باستفاضةتجاه إنكارهم للاهوت الروح القدس ضمن قوانينهم الكثيرة التي خرجوا بها للعالم بعد المجامع التي عقدوها.
((من المعروف أن يوسابيوس النيقوميدى (أسقف نيقوميديا في تركيا) هو أحد أقطاب الحركة الأريوسية).





dr.remon yousef
مشرف

عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» تاريخ الكنيسة@@@ (سلسلة الكنيسة على مر العصور @@@@@الجزء التانى)
» سلسلة جديدة عن اباء الكنيسة@@@@@@@@(سنسرد هنا اهم البطاركة والقديسيين وبعض الغرائب )متجددة فتاااااااابعونا
» سلسلة جديدة بعنوان بدع وهرطقات يعنى هنعرف تاريخ البدعة والرد عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ولية طلعت ولمين وكدة !!!
» سلسلة اية رايك متيجى تتعالج طبيعى @(سلسلة متجددة عن الاعشاب الطبية بدل الكميا ونقلبهاملوخية )طب بديل
» سلسلة مجمعة لكل امراض الكبد والمرارة (فتاااابعونا بليززز) @@@@@سلسلة متجددة الرب يسند ضعف الجميع

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى