عمل الله في النفس ملئ بالأسرار

عندما تستسلم النفس لله بلا تحفظ، متخلية عن قيادة ذاتها ومرتمية في أحضانها يري الله ذاته ملتزما بأن يتعهد هذه النفس ويرعاها ويهتم بها....فكل الخليقة أداة طيعة في يد الله فهو قادر أن يجعل من القلب القاسي قلبا ملائكيا. بدونه لا تنفع أي كفاءات بشرية فبه تتحول النقائض إلي فضائل في حياة الشخص الذي يبذل ذاته من أجل الآخرين.

إن كل قطرة من الندي وذرة من الغبار والحشرات المخبأة تحت العشب تثير أمام العالم مشاكل لا حصر لها ولا سبيل لحلها.

فملايين الميكروبات التي تعج بها قطرة الماء....تملأ عقل الإنسان ذهولا كما تذهله أيضا ملايين النجوم التي تتحرك في رحاب السموات.فالسماء والأرض والبحر ممتلئات من العجائب ....والإنسان نفسه هو أعظم الأسرار..فمن يستطيع تغيير حواس الإنسان وملكاته وميول قلبه ونزعاته.

فعجيب الله في قديسيه فهو يعمل في كل نفس تنقاد له وتعيش حياة التسليم.